للمرة الأولى.. الموساد ينشر صورة من غيّر وجه حرب أكتوبر

في الذكرى الخمسين  لحرب أكتوبر 1973، التي تُطلق عليها إسرائيل إسم "يوم الغفران"، كشف جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، صورة لأشرف مروان، صهر الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر ولاحقاً مستشار الرئيس أنور السادات، خلال لقائه مع  رئيس الموساد آنذاك تسفي زمير الذي لقب "دوبي"، وذلك في إطار كتاب أصدره الموساد تحت عنوان "ذات يوم عندما يُسمح بالحديث" ويتحدث عن دور الجهاز الاستخباراتي قبل الحرب وخلالها.

 

ويقول الكتاب، إنه عشية اندلاع الحرب، حذّر مروان زمير من أن "هناك احتمالًا بنسبة 99% أن تبدأ الحرب غداً"، قائلاً: "ستبدأ في وقت واحد على الجبهتين المصرية والسورية".

 

وأخبر مروان زمير أن المصريين خططوا لقصف مدفعي ضخم و"تحريك الجيش بأكمله تقريبًا عبر قناة السويس"، وأن السوريين "يخططون للاستيلاء على مرتفعات الجولان".

 

وتجاهل القادة السياسيون والعسكريون هذه التحذيرات إلى حد كبير، ففاجأ الهجوم إسرائيل.

 

ويكشف الكتاب عن دور مروان وما وصف بأنه "المعلومة الذهبية" التي قدّمها لإسرائيل في حينه وغيّرت وجه الحرب.

واختلفت الروايات بشأن أشرف بين كونه عميلاً لإسرائيل، أو جاسوساً مصرياً سعى لتضليل إسرائيل أو عميلاً مزدوجاً لكل من مصر وإسرائيل.

وتصّر إسرائيل على أنه من أهم جواسيسها، وهو ما أكده أمش رئيس الموساد الحالي ديفيد برنيع في حديثه خلال مراسم إصدار الكتاب .

 

ويعرض الكتاب، لأول مرة، صوراً ومحاضر ولقاءات عُقدت بين زامير ومروان وصورة "الملاك" بجوار "دوبي" والعديد من الوثائق الأخرى.

 

ويشير الموساد في الكتاب إلى دوره "التاريخي" قبل الحرب وبعدها، ودور "الملاك" في كشف استراتيجية أنور السادات.

 

وهذه المرة الأولى التي يبادر فيها جهاز التجسس الإسرائيلي إلى نشر دراسة رسمية غنية بالوثائق حول ما حدث، وتشمل معلومات كانت محفوظة في معظمها حتى اليوم في الأرشيف السري للوكالة، بما فيها اقتباسات من رسائل وأقوال جواسيسه.

 

كما كشف الموساد في الكتاب علنًا ولأول مرة معلومات عن التغيير الذي حدث في التصوّر المصري في ما يتعلق بالشروط المطلوبة لخوض الحرب، منها اقتناء طائرات هجومية متقدّمة وصواريخ أرض-أرض بعيدة المدى.

 

وإسم الكتاب أخذ على ما يبدو، من عبارة قالتها رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير عام 1971 لرئيس الموساد في حينه تسفي زامير، بعد أن عرفت هوية مصدر معلومات الموساد في صفوف القيادة المصرية. وقالت: "ذات يوم عندما يُسمح بالحديث، أنت وأصدقاؤك ستحصلون على جائزة".